اهلاً وسهلاً ومرحبا فی موقعک
اهلاً وسهلاً ومرحبا فی موقعک
بسم الله الرحمن الرحیم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمین ، وأفضل الصلاة والسلام على نبینا محمد وعلى آله
الطاهرین وبعد : فإن الغایة من استعراض القصص هو الامتاع والفائدة ،
والفائدة تکون بأخذ العبرة وإلا فما تحققت هذه الفائدة .
ونحن فی هذا الکتاب ( قصص وعبر للشباب ) نهجنا نهج من یقطف الثمار الناضجة
ویرتبها فی سلة جمیلة ، فحققنا المنظر من حیث الصیاغة والترتیب ، والمخبر
من حیث الفکرة .
وهذه القصص جمیعاً لم تکن من خیال کاتب بارع ، ولا من صنع مؤلف مبدع .وإنما
هی أحداث جرت فی عالمنا هذا ، وأبطالها حقیقیون یعیشون على کوکبنا الصغیر .
وهذه القصص تریک الحقیقة الخالدة ، وهی أن الله أقرب إلیک من حبل الورید ،
ولا بد من یوم ترجع فیه إلى الله ، فأین المفر ؟.
أخی الشاب ، إن هذه المجموعة من العِبَر تم انتقاؤها بدقة وعنایة لتطال
مجموعة من الشرائح وأنماطاً متعددة من السیر لتحقق الغایة المرجوة منها فما
لم یجده شاب فی قصة یجده فی قصة أخرى .
وقد یأتی السؤال : لماذا الشباب حصراً ؟ ولا یمکن لأحد منا أن ینکر أهمیة
الشباب ، ولعلنا لا نغفل قول الله فی أهل الکهف : ( إِنَّهُمْ فِتْیَةٌ
آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً ) فدور الشباب فی هذا العالم هو
الدور الأکبر ، فهم مستقبل الأمة القریب ، وعلى عاتقهم تقع مسؤولیة إیصال
الدین إلى عباد الله ، عملاً وتطبیقاً لا قولاً وشعارات ولا یمکن للأدیب أن
یغفل معاناة الشباب فی عصرنا هذا ، ولذلک لا بد من طرح العلاج لرفع
معنویاتهم وتثبیتهم ، وحثهم على الوقوف أمام المرآة لیعرفوا قیمتهم وحقیقة
مکانتهم ویواجهوا مسؤولیتهم فی هذه الحیاة بروح إسلامیة بکل ما فی الإسلام
من رجمة وعفاف وأخلاق .
ونحن إذ نهجنا هذا النهج نرجو من الله أن یجعل لنا فیه العبرة قبل الإخوة
القراء ، وأن یحقق الفائدة المرجوة منه لنا ولکم ولکافة المسلمین . وصلى
الله على سیدنا محمد وعلى آله الطیبین الطاهرین، وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمین .
تحمیل